مواقع التواصل

أزمة الثقة .. وخيانة القلوب!! (بقلم: د. شيماء قنديل- مصر)

الثقة هى رمز وقيمة أخلاقية، ووفاء بالوعود. الثقة تعنى الآمان والائتمان، والعلاقات بين البشر لا تُبنى إلا بالثقة وإذا ذهبت الثقة ذهب الأمان.
بنوصل مع الناس اللى بنحبها لمرحلة الثقة لما نصدقها ونسمع منها كلام بيعجبنا وبيريحنا ويرضينا ويثبتلنا بالبرهان والدليل فى كل كلمة بيقولها أنه بيحبنا ومستحيل يعمل حاجة تُضرنا أو تجرح مشاعرنا بنوصل معاه لمرحلة الأمان والبداهة ..

مرحلة اللي هو لا يمكن يحصل عكس توقعتنا فيه لأننا بساطة واثقين فيه وفي حبه لنا، ومآمنين تماماً بكده.
بس للأسف بندى الثقة دى من الكلام اللي بنسمعه مش من الفعل اللى بنشوفه. محدش يسمع من حد كلام شوفوا أفعال وتصرفات وبعدين ثقوا فى الناس اللي حواليكم ..الكلام عمره ما كان بفلوس، ومعليهوش جمارك، ولا حد بيحاسب حد على كلامه.. الحساب دايماً بيكون على الفعل.
الثقة ما بنشوفهاش بعنينا وفى وقتها .. الثقة بنشوفها ونحس بيها فى المواقف اللى بتبين لنا الأشخاص على حقيقتها وبتخلينا نعرف مين الناس اللى أهل للثقة ومين اللي خسارة فيهم حتى المعرفة
لما حد يقولك أنا واثق فيك يعنى بيقولك أنا مآمن لك يعنى مش هتخونه ولا تكسره ولا تغدر بيه.. يعنى محملك مسئولية كبيرة.. مسئولية هتتحاسب عليها وأنت اللى حملتها لنفسك بوعودك وكلامك. فتكون قدها يا إما مكنتش وعدت وأخلفت، وبقيت منافق وخاين.
لأن في رأيي الشخص اللى بيخون الثقة بيبقى شخص خسيس ومعندوش أخلاق ولا أصل ببساطة خاين لأنه خان قلب وعقل كان مسلم له ومصدقه مديله ضهره وهو مطمن أنه مش هيطعنه على غفلة.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال النبي (صلى الله عليه وسلم: (آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان”.

أزمات الثقة اللى بيصنعها بشر أغبياء بتخلى الشخص الواثق مصدوم وفاقد الثقة فى أى حد حواليه حتى لو كان حد كويس بس هو بعد صدمته معندوش استعداد يعيد الألم اللى اتعرضله مرة تانية .. بتخليه يقفل على نفسه ، ويبعد عن الكل علشان يلملم اللى باقى من نفسه.
فقدان الثقة زى الشىء المكسور ممكن يتصلح بس ما بيرجعش زى الأول، فقدان الثقة فى الآخر شعور لا يمكن الشفاء منه مطلقاً ، فكل شئ يمكن أن يكون له فرصة ثانية إلا الثقة.
وكم من وجع سببه شخص غبى لم يكن أهل للثقة، ولم يفى بالوعد … الأفعال وقت المواقف جديرة تثبتلك معادن الناس … كل الناس ولاد ناس بس مش كل الناس ولاد أصول.
وأخيراً لا تعطوا الثقة المطلقة فى البشر دائماً ضع حدود وسقف توقعات البشر ليسوا بملائكة…الثقة المطلقة لله وحده هو خير سند ونعم الوكيل.
(وكفى بالله وكيلاً )، (وكفى بالله حسيباً).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى