منوعات

«سالوجا وغزال» تستعيد عافيتها وجمالها.. وجهود مكثفة لتجاوز آثار الحريق

كتب- عزالدين عبد العزيز:

 بعد الصدمة الكبيرة التي تعرضت لها محافظة أسوان بسبب الحريق الهائل الذي اشتعل في المحمية الطبيعية رائعة الجمال (سالوجا وغزال)، بدأت المحمية في استرداد عافيتها عقب التدخل السريع للأجهزة المعنية بالمحافظة ووزارة البيئة من خلال اللجان التي باشرت أعمالها في اليوم التالي من اندلاع النيران.

وربما يغيب عن البعض أهمية هذه المحمية التى تعد من المزارات السياحية المهمة باعتبارها مقصدًا لسياحة مراقبة الطيور التي ترحل إليها قاطعة آلافا من الأميال مهاجرة من الشمال إلی الجنوب، حيث الدفء والجمال، الأمر الذي حولها إلی محمية طبيعية بقرار رئيس الجمهورية رقم 928 لسنة 1986.

تقع جزيرتا سالوجا وغزال علی بعد نحو ثلاثة كيلومترات شمال خزان أسوان القديم وتجاورهما شمالا جزر أمبونارتي وأمون وجلادة والحديقة النباتية، بينما جنوبا جزيرة سهيل التاريخية .. وكما يشير عبد الناصر صابر نقيب المرشدين السياحيين السابق إلی أن أصل التسمية للجزيرتين يعود إلی اللغة النوبية وسالوجا تعني (الشلال).

 بينما جزيرة غزال تعود إلى أحد النباتات القديمة التي كانت تنمو عليها ، ويضيف بأن هناك العشرات من أصناف النباتات دائمة الخضرة، وهى النباتات التي تنمو في جزر النيل فقط ولا تنبت خارجها، ومن أشهر هذه النباتات أشجار السَنط والطَلح والليث والحنضل والسنامكی والسواك والحرجل ونباتات المستحية التي تنكمش بمجرد لمسها، وعلی أرض محمية سالوجا وغزال يعيش عديد  من الطيور النادرة المهددة بالانقراض وأشهرها أبو منجل الإسود، العقرب النسري ودجاجة الماء الأرغوانية، طائر الواق، الهدهد، عصفور الجنة، ومن الطيور المقيمة داخلها الحباري والصقور والحجل والبط والنعام والأوز المصري والعقاب النسارية والوروار والبلبل ، هذا بخلاف ما تستقبله الجزيرة من طيور الشمال الهاربة إلى أحضانها الدافئة قبل أن تودعها مع حلول فصل الربيع.

مركز الأمير الياباني «تاكامادو»

الأمير  «تاكامادو» هو ولى عهد اليابان الراحل الذى كان يعشق ممارسة هواية المفضلة في مراقبة الطيور النادرة فوق الجزيرة كل عام، وعقب وفاته في عام 2003 حرصت زوجته البرنسيس تاكامادو الرئيسة الفخرية لجمعية الصداقة المصرية اليابانية على إقامة مركزا لزوار الأمير “تاكامادو” تخليداً لذكراه في 2009 وذلك علي مساحة 460 مترا وبتكلفة 2 مليون جنيه، ليكون المركز مقام وسط صفحة النيل الخالد وليصبح مستقبلاً قبلة للسائحين الزائرين لأسوان من مختلف دول العالم للاستمتاع بسياحة مشاهدة الطيور.

ويستهدف المركز تدعيم العلاقات المصرية اليابانية، ورفع الوعى البيئى لطلاب المدارس المصرية، ووضع المحمية على الخريطة السياحية العالمية، خاصة لهواة سياحة مراقبة الطيور النادرة، وقد تم تشييد المركز علی الطراز المعمارى الأسوانى ويبعد حوالى 35 مترا من أعلى منسوب لمياه نهر النيل وبداخله نصبا تذكاريا للأمير الراحل .. عاشق مراقبة الطيور.

   ويضم مركز الأمير عديد الغرف التي تحتوى علی مقتنياته الزى والنظارة وصور تحكى حياته منذ نعومة أظافره وحتی وفاته، بالإضافة إلی قاعة عرض تضم صورا للمحمية وتعريف بالطيور بجانب محنطات لتماسيح وقرون غزال وغيرها، وكذا  بعض النباتات الموجودة بمحمية سالوجا وغزال وتهدف إلي تعريف الزائرين بالتنوع البيولوجى الموجود بالمحمية من نباتات وحشرات وطيور وخاصة طلاب الجامعات والسائحين.

المحمية تعود قريبًا

أكد اللواء أشرف عطية محافظ أسوان أن محمية سالوجا وغزال تعد من أهم المزارات السياحية ومقصدًا لسياحة مراقبة الطيور، كما تعد محطة أساسية لرحلات الطيور في الصيف والشتاء، وهى غير قابلة لإقامة أي مشروعات استثمارية في المستقبل بعد إعلانها كمحمية طبيعية بقرار رئيس الجمهورية رقم 928 لسنة 1986، وقال المحافظ إنه سيتم رفع تقرير شامل حول حجم الخسائر الذي تسبب فيه الحريق الأخير لمجلس الوزراء ووزارة البيئة والنيابة العامة ، وطمأن الجميع بأن سالوجا وغزال ستعود إلی ما كانت عليه كمزار سياحي رائع الجمال قريبا جدا.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى