ملفات

التفكير التصميمي Design Thinking (د. شيماء قنديل- مصر)

التفكير التصميمى Design Thinking يعنى التفكير التصميمى Design Thinking فى أبسط معانيه بأنه التفكير المبنى على الحل، أو هو فن التعامل مع عدم اليقين، أو هو طريقة للحصول على أفضل فكرة ممكنة لحل مشكلة ما من خلال التجربة والخطأ حتى تتحقق وتصبح واقعاً.

 

كما يُعرف أيضاً بأنه الطرائق والعمليات المستخدمَة لبحث المشاكل الغامضة، واكتساب المعلومات، وتحليل المعارف، وطرح الحلول، في مجالَي التصميم والتخطيط. وبعبارة أخرى، فهو يشير إلى النّشاطات المعرفية الخاصّة بالتصميم، التي يطبّقها المصمّمون أثناء عملية التصميم.

 

إن التفكير التصميمي نموذج فعّال لمواجهة التحديات وحل المشكلات وتطوير وتحسين الحياة من خلال إيجاد حلول ابتكارية وإبداعية غير تقليدية تتمحور حول الإنسان وترتكز على فهم احتياجات الجمهور المستهدف ورغباتهم.

يتميّز هذا الأسلوبُ بالقدرةَ على الجمع بين: التعاطفِ مع ظروف مشكلة ما، والإبداعِ في توليد رؤىً وحلول منطقيّةِ لها، وفي تحليل وتكييف هذه الحلول تبعا لظروف المشكلة.

الهدف من التفكير التصميمي:

يهدف التفكير التصميمي إلى جعل الجمهور المستهدف أكثر سعادة ورضا واستقرارا من الناحية النفسية والاجتماعية من خلال حل مشاكلهم وتلبية احتياجاتهم وتحقيق رغباتهم، وإيجاد أفضل الحلول الابتكارية لتيسير حياتهم، كما يهدف التفكير التصميمي عند عدم وجود مشكلة بحد ذاتها إلى تحسين الأداء والإنتاجية وتعزيز الانتماء، كذلك يهدف التفكير التصميمي إلى تطوير المنتجات والسلع والخدمات للجمهور بهدف ربحي أو غير ربحي.

مراحل التفكير التصميمي Design Thinking :

أولى مراحل التفكير التصميمي هو التعاطف، وكما أنه أولى الخطوات لحل المشكلة حيث يقوم الشخص بالشعور بما يشعر به الشخص الآخر ويتوقع تعابيره، آراءه، آحلامه؛ أى أن يذهب الفرد (المصمم) إلى داخل عقل صاحب المشكلة، ويكتشف كيف يفكر، وأننا نقوم بالتعاطف لكى نكتشف احتياجات الناس المعلنة، وكذلك المخفية ونعالجها أثناء التصميم. ومن أدوات جمع المعلومات حول الجمهور المستهدف: البحث الميداني، المقابلة والحوار، الملاحظة والمراقبة، القصص والمواقف.

المرحلة الثانية من التفكير التصميمي ، هي المرحلة التى نقوم فيها بتحديد المعلومات التى حصلنا عليها من التعاطف ونعرف احتياجات الفرد – أى تحديد المشكلة تحديداً دقيقاً – والفئة التي تواجهها هذه المشكلة، فالمشكلة تمثل تحديا، ويجب علينا إيجاد حل لهذا التحدي.. في هذه المرحلة صياغة تقرير عن المشكلة الحقيقية ينتهي بعبارة تصف المشكلة بأسلوب محدد وبسيط وبعبارة واضحة.

المرحلة الثالثة هي مرحلة توليد الأفكار، و هى المرحلة التى يتم فيها توليد أكبر عدد ممكن من الحلول ، و الأفكار التى من شأنها أن تكون حلول مبتكرة للمشكلة عن طريق العصف الذهني Brain Storming ، بعد وضع عشرات الأفكار لحل المشكلة التي اخترتها، تأتي مرحلة التصنيف حيث يتم اختيار أنسب الأفكار ، و فقاً للمعايير المناسبة مثل: الجدوى وإمكانية التنفيذ . وفي هذه المرحلة يجب مراعاة الآتي:

أن يتم العصف الذهني في مجموعات لتطوير الأفكار سوياً.

لا تُستبعد أي فكرة في هذه المرحلة مهما بدت بسيطة، أو غير قابلة للتنفيذ.

ليس هذا وقت الحكم على الأفكار بل سجل كل ما يأتي إلى ذهنك في إطار نفس المشكلة، فالهدف كمي، و ليس كيفيا أي اعمل على الخروج بأكبر عدد ممكن من الأفكار.

شجع الأفكار غير التقليدية، واسمع من زملائك في المجموعة وطور أفكارهم، وابنِ عليها.

يمكنك الاستعانة بالتمثيل البصري (رسومات ، أو صور) لتسهيل استيعاب الأفكار.

حاول ربط الأشياء ببعضها ولا تفكر في كل جزء وحده.

 ومن الأدوات التي تساعد على توليد الأفكار: العصف الذهنى، الاستلهام من تجارب ناجحة، الخرائط الذهنية، الرسم.

المرحلة الرابعة هى مرحلة النموذج الأولى Prototype ، وهى المرحلة التى يتم فيها إنتاج عدد من النماذج الأولية غير المكلفة بخصائص أساسية قليلة للمنتج، و ذلك حتى يتم التحقق من فاعلية الحلول المبتكرة التى تم إنتاجها فى مرحلة توليد الأفكار.

 المرحلة الخامسة هى مرحلة الاختبار test ، و في هذه المرحلة يركز أسلوب الاختبار فيها على استطلاع ردور أفعال المستفيد من النماذج التى تم بناؤها لتحظى بفرصة أخرى من التعاطف تجاه الذين يُصمم لهم، حيث أن الاختبار يمثل فرصة أخرى للمفكر المصمم لتفهم المزيد عن المستفيدين، ووفقاً للنتائج يتم إجراء التعديلات ، والتحسينات، و استنتاج فهم عميق للمنتج ومستخدميه ، وعليه يتم اتخاذ قرار الانتقال بالمنتج تجارياً، أو البحث عن مشكلة، أو فكرة أخرى، والعودة للمراحل السابقة.

والجدير بالذكر أن مراحل التفكير التصميمي غير خطية، بل هي مراحل متوازية أو تكرارية للمراجعة والإصلاح والتعديل، فقد يحتاج الفريق إلى الرجوع إلى مرحلة سابقة أو أكثر للحصول على معلومات أكثر عن الجمهور المستهدف، أو لإعادة تعريف المشكلة، أو لتعديل الحلول أو ابتكار أفكار جديدة، أو تعديل النموذج الأولي.

وقد ساهمت الثورة الصناعية والحرب العالمية الثانية في تطور العديد من العلوم والتي كان مفهوم التفكير التصميمي أحد مفاهيمها الجديدة، إن أول إشارة لمصطلح (التفكير التصميمي) بهذا الاسم كطريقة للتفكير كانت من قِبَل عالم النفس والاجتماع Herbert A. Simon في كتابه (The Sciences of the Artificial 1969) عن علوم التعلم والذكاء الاصطناعي، ثم ساهمت العديد من المنهجيات والدراسات والأفكار في العقود التالية بتطوره إلى أن وصل إلى مفهومه الحالي كطريقة إبداعية للتفكير المتركز حول الجمهور المستهدف وحل المشكلات ومواجهة التحديات.

المراجع:

https://www.new-educ.com

https://ar.wikipedia.org/wiki/

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى