أدب وثقافة

مشروع الدراسات الثقافية المقارنة.. وتمهيد الطريق لمستقبل عربي أكثر تماسكًا

 شارك أكثر من 30 باحثًا عربيًا من مصر واليمن والدول العربية؛ في مؤتمر (المشترك الثقافي بين مصر واليمن.. رؤى جديدة للمتون العربية)، حيث عقد المؤتمر مؤخرا بالقاهرة في مقر جماعة الكتاب والفنانين (الأتيليه) وقدم ثمانية محاور بحثية شديدة الأهمية شملت المجالات الفلسفية والسياسية والاقتصادية والأدبية والتراثية والشعبية.

على المستوى الفلسفي يؤسس باحثو المؤتمر لفلسفة جديدة هي فلسفة إدارة التنوع وتفكيك التناقضات، وعلى المستوى السياسي درسوا العلاقات بين البلدين ووضعوا عدة تصورات جيوسياسية فاعلة، وعلى المستوى الاقتصادي طرحوا عدة زوايا تاريخية ومستقبلية، وعلى المستوى الأدبي وضعوا درسا ثقافيا مقارنا رفيعا بين الأدب المصري واليمني في: الشعر والمسرح والنقد والرواية، وعلى المستوى التراثي قدموا جرعة مدهشة ومبهرة من المشتركات التاريخية والشعبية بين البلدين.

 وقد ألقى كلمة الباحثين في المؤتمر الدكتورة/ مي السيد محمد مرسي الباحثة في الآثار والسياحة والتراث- مديرا عاما بوزارة السياحة والآثار المصرية، والتي شاركت في المحور السابع للمؤتمر المعنون: (التقاليد والعادات المشتركة بين مصر واليمن)، بورقة بحثية مهمة تقارن بين العمارة اليمنية والمصرية القديمة، بعنوان: “عمارة البلدان الباقية.. شبام كوكبان- شالي سيوه: دراسة مقارنة للطرز التقليدية”، علما بأنها شاركت أيضا في مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر وتونس العام الماضي، بورقة بحثية تناولت الأزياء التراثية بين البلدين.

وفي كلمة الباحثين التي قدمتها الدكتورة مي السيد اعتبرت أن مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر واليمن وفلسفته الجديدة حول إدارة التنوع وتفكيك التناقضات”؛ تمهيدا للطريق لمستقبل عربي أكثر تماسكًا..

حيث جاء نص كلمتها التي قدمتها باسم باحثي المؤتمر كالتالي:

” بسم الله الرحمن الرحيم،   قال الله تعالى في كتابه العزيز : “يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍۚ* وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ”  صدق الله العظيم

  السيدات الفضليات، السادة المحترمون، الحضور الكريم

  سلام الله عليكم ورحمته وبركاته….

       من دواعي سرورنا أن نرحب بكم في هذا الصرح الثقافي لنسلط الضوء معًا على موضوع مهم لطالما شغلنا جميعا وهو الدراسات الثقافية العربية المقارنة  في نسخته الثانية تحت عنوان (المشترك الثقافي المصري – اليمني رؤى جديدة  للمتون العربية).

     يهدف مشروع الدراسات الثقافية العربية المقارنة إلي محاولة تمهيد الطريق لمستقبل عربي أكثر تماسكًا متجاوزًا التناقضات الظاهرة في مستودع الهوية العربي كمنطلق لإدارة التنوع الثقافي المتعدد بإعتباره رافدًا لمتن عربي يتصالح معه ، و لا يقف منه موقف النقيض .

ليكون شعار المؤتمر … “إدارة التنوع رفدًا لمستودع الهوية العربي “

    وعلى مستوى المشترك الثقافي والعلاقات الثنائية بين مصر واليمن؛ ينظر المؤتمر لأفاق أرحب في مجالات الدراسات الثقافية العربية المقارنة من خلال عدة محاور شملت كثير من الدراسات الانسانية والاجتماعية تقريبا لالقاء الضوء وإماطة اللثام بإسلوب علمي أكاديمي رصين عن المشترك الثقافي المصري – اليمني على المستويين النظري العربي العام والتطبيقي بين البلدين بنطقين يشمل الاول: المحاور النظرية العامة للذات العربية ، بينما يركز الثاني:على المشتركات الثقافية بين مصر واليمن أهمها:

– مفهوم فلسفة المتون الحضارية وآفاقه بالنسبة للذات العربية ودوره في استعادة المشترك الثقافي .

– الجدل والتدافع بين فلسفات الهامش وفلسفات المتون .

– آفاق ما بعد الدراسات الثقافية غربية المنشأ .

– موقف الذات العربية ومشاريعها المستقبلية .

– خطابات المتون العربية فيما بعد استقطابات القرن العشرين .

– استعادة الذات العربية وسبل التفاعل بين مفاهيم الجغرافيا الثقافية والسياسية والطبيعية .

– الهجرات البحرية والبرية ومفهوم الجغرافيا الثقافية .

– مفهوم الكتلة الجغرافية الجامعة ودوره في الحالة اليمنية والمصرية .

– مفاهيم التراث الغير مادي وحضور اتفافية 2003 م لصون التراث الثقافي .

– المشترك الثقافي وتمثلاته في الأزياء ،الحُلى التراثية ،الأمثال الشعبية ،المعتقد الشعبي، الحرف الشعبية، الشعر، الغناء، الموسيقى، وفي العادات والتقاليد

– صورة البطل في القصص الشعبي، الأمثال، الأداب والفنون بين مصر واليمن .

– الحضور المتبادل المصري –  اليمني في ثقافة كل من البلدين عبر التاريخ ورموزها الأثارية، وفنون اللغة وتمثلات مستودع الهوية .

– دور التبادل العلمي والتربوي والديني والتجاري، والحضور السياسي التاريخي في تعضيد المشترك الثقافي بين البلدين.

  ولنناقش هذه المحاور معًا من خلال  ما يقرب من 22 ورقة بحثية  مست الموضوع بشكل مباشر.

   وأخيرا… أكرر الترحيب بالسادة الحضور جميعا آملين من الله تأسيس متن عربي جامع في القرن الحادي والعشرين.

     متمنين التوفيق والسداد للجميع في أعمال المؤتمر راجين من الله أن تصاغ قرارات وتوصيات المؤتمر بحجم المسئولية الكبيرة الملقاة على عاتقنا جميعًا من أجل تجاوز التناقضات.

            والسلام عليكم و رحمة الله وبركاته

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى