الجنس الناعم
الحمل الكاذب.. أسبابه وأعراضه وعلاجه (د. أحلام محمود- فرنسا)
الحمل الكاذب، يعرف كذلك باسم الحمل الوهمي، أو الهستيري، أو مخاوف الحمل (Pseudocyesis) هو ظهور أعراض وعلامات سريرية أو دون سريرية مرتبطة بالحمل في حين أن المرأة لا تكون حاملًا في الواقع. قد يكون الحمل الكاذب نفسيًا بالكامل في بعض الأحيان، حسب موسوعة ويكيبيديا.
ومن المعتقد بشكل عام أن الحمل الكاذب ينتج عن تغيرات في جهاز الغدد الصماء في الجسم؛ ما يؤدي لإفراز هرمونات تؤدي لتغيرات جسدية مشابهة لتلك التي تحدث في الحمل. يعاني بعض الرجال من نفس المرض حين تكون زوجاتهم حامل (حمل تعاطفي)، وينتج ذلك ربما عن الفرمونات التي تزيد من مستوى الإستروجين، والبرولاكتين، والكورتيزول.
وتعرف بعض الأمهات الحوامل أنهن حوامل حتى قبل أن يأتي اختبار الحمل إيجابياً، لكن لا تستطيع حوامل أخريات تصديق أنهن سينجبن مخلوقاً جميلاً، حتى عندما يؤكد الاختبار المنزلي أو الموجات فوق الصوتية تلك الأخبار السعيدة، وفي حالات قليلة نادرة، هناك حوامل ينتظرن طفلاً، ويعانين من أعراض الحمل، ثم يظهر لهنّ أن الأمر وهمٌ برمته.
وهذا ما يسمى بـ(الحمل الكاذب) الذي يمكن التعرف على كل ما يهمك منه من خلال متابعة هذا الموضوع كالآتي، الذي يعرضه الدكتور فواز إدريس، استشاري في أمراض النساء والولادة والحمل الحرج، وطب الأجنة، وأطفال الأنابيب، في مركز هيلث بلاس للإخصاب في جدّة.
تشبه أعراض الحمل الكاذب- كما يوضح موقع سيدتي- أعراض الحمل الحقيقي ويصعب غالبا التفريق بينهما. قد تتواجد بعض العلامات الطبيعية مثل انقطاع الحيض، وغثيان الصباح، والثدي الحساس، وزيادة الوزن.. عديد الأطباء يمكن خداعهم بتلك العرض المصاحبة للحمل الكاذب. يظهر البحث أن 18% من النساء ذوات الحمل الكاذب تم تشخيصهن في وقت ما بأنهن حوامل بواسطة أطباء محترفين.
لتشخيص الحمل الكاذب، يجب أن تصدق المرأة بأنها حامل. عندما تتظاهر امرأة عن قصد وعن وعي بالحمل، يطلق عليها اسم (محاكاة الحمل).
يحدث الحمل الكاذب، عندما تعتقد المرأة أنها حامل على الرغم من أنها ليست كذلك. هذه الظاهرة نادرة جداً، ولكن بالنسبة للنساء اللواتي يعانين منها، فهي حقيقية تماماً… حقيقية بمعنى أنها الواحدة منهن تتخيل جنيناً في أحشائها، وقد تظهر بعض الأعراض الجسدية، ولكن لا يوجد نمو حقيقي للطفل، ولا يوجد اختبار حمل إيجابي، ولا يوجد نبضات القلب حتى؛ لأن الموجات فوق الصوتية لا تؤكد ذلك.
توجد عديد التفسيرات، لكن لا يوجد تفسير واحد مقبول بشكل جماعي بسبب المشاركة المعقدة لقشرة المخ، وتحت المهاد، والغدد الصماء وعوامل نفسية. تشمل الآليات المقترحة تأثير التوتر على المحور الوطائي- النخامي- الكظري، والإمساك، وزيادة الوزن، وحركة الغازات في الأمعاء.
لا يُعرف سبب جسدي واضح للحمل الكاذب، ولا توجد توصيات عامة بخصوص العلاج بالأدوية.. في بعض الحالات مع ذلك قد يتم إعطاء المريضة بعض الأدوية لأعراض كانقطاع الحيض. حين تكون هناك مشاكل نفسية وراء الحمل الكاذب، يجب تحويل المرضى للعلاج النفسي.. من المهم في نفس الوقت للطبيب المعالج ألا يقلل من الأعراض الجسدية للمريضة.. العلاج الذي حظى بالنجاح الأكبر هو وصف الحالة للمريضة وإقناعها بأنها ليست حاملًا باستخدام الموجات فوق الصوتية.
رغم أن النساء المصابات بالحمل الكاذب يعانين علامات وأعراضاً جسدية مشابهة للحمل الحقيقي، ويؤمنّ تماماً بأنهن حوامل، إلا أن الحمل الوهمي يفتقد عنصراً رئيسياً موجوداً دائماً في الحمل الحقيقي: وهو أن اختبار الحمل يكون سلبياً، حتى لو أعيد أكثر من مرة، فالنتيجة لا تزال سلبية، أي أنه لا يوجد حمل.
أسباب الحمل الكاذب
1 – يعتقد الخبراء أن معظم حالات الحمل الكاذب تحدث بسبب حلقة ردود الفعل بين العقل والجسم، والتي تؤدي فيها المشاعر القوية إلى ارتفاع الهرمونات، ما يؤدي بدوره إلى أعراض جسدية تحاكي أعراض الحمل الحقيقي. يمكن أن تكون هذه المشاعر القوية هي القلق بشأن تحديات الخصوبة، على سبيل المثال، أو الحزن الشديد بعد فقدان الحمل. وفي هذه الحالات، عندما يكون هناك توق قوي للحمل، يكون للعقل تأثير قوي بشكل مدهش على الجسم، ما يؤدي إلى ظهور أعراض الحمل عندما لا يكون هناك طفل في الرحم.
2 – إن الاعتقاد بوجود حمل هو بمثابة دفاع ضد مواجهة واقع صعب، حيث يوفر الأمل ويقلل من مشاعر الفقد والغضب والحزن والغيرة والاكتئاب التي قد تكون ناتجة عن سنوات من العقم، أو تأخر الإنجاب. أو فقدان الحمل.
3 – في بعض الحالات، يمكن أن تكون الحالة الجسدية -ورم المبيض أو الغدة النخامية، على سبيل المثال- (ولا نعني بذلك مرضاً خبيثاً)، سبباً في ارتفاع مستويات الهرمون وتضخم البطن وفقدان الدورة الشهرية.
4 – يُعتقد أيضاً أن الاكتئاب قد يكون أحد أسباب حالات الحمل الكاذب، ويتسبب بصراعات المرأة مع العقم وإمكانية الحمل.