منوعات

«الخيامية» فن مصري أصيل ضد الاندثار !!

شارع الصحافة/ إعداد- د. شيماء قنديل:

الخيامية فن يأبى الاندثار في مصر الخيامية هي فن مصري أصيل تنفرد به مصر عن بقية دول العالم العربي، واشتق مصطلح الخيامية من كلمة خيام، وهي تعنى صناعة الأقمشة الملونة يدويا عن طريق الرسم بالقماش على القماش والتطريز على أقمشة القطن السميكة باستخدام مجموعة من الأقمشه ذات الألوان الزاهية والخيوط البارزة للوصول إلى لوحة فنية جميلة.

 ويعتبر فن صناعة الخيام من أوائل الحرف والأعمال اليدوية التي تعلمها ومارسها الإنسان، فظهرت الرسوم على الأقمشة منذ العصر الفرعوني، وأصبحت أكثر ازدهاراً قي العصر الإسلامي ولا سيما العصر المملوكي.

وقد كانت ترتبط الخيامية قديماً بكسوة الكعبة المزينة بخيوط الذهب والفضة ، والتي كانت تقوم مصر بتصنيعها حتى فترة ستينيات القرن الماضي وإرسالها للحجاز قي موكب مهيب يعرف باسم المحمل، وازدهرت وتطورت صناعة الخيام منذ عهد الدولة الفاطمية، حيث فكر الفنان المصري بإدخال البهجة في مسكنه، فطوّر صناعة الخيام وبدأ يحيكها من أقمشة ملونة مستعيناً بالتصاميم والزخارف العربية القديمة، وأدخل بعد ذلك رسوماً وزخارف مستقاة من المعابد والجوامع والكنائس.

كما طور من صنعته وصنع من هذه الحرفة أشياء أخرى مثل الخدودية ومفارش السرير ومعلقات على الجدران. قديماً كانت هناك طقوس خاصة لاعتماد أي حرفي خيامي جديد ينضم لتلك الطائفة حيث كان يتم اجتماع الخيامية وشيخهم لرؤية وفحص أعمال الخيامي الجديد، فإذا كانت على المستوى المطلوب يقيم الحرفي مأدبة اعتماد لجميع الخيامية للاحتفال بانضمامه للمهنة.

  أما حالياً فدخول المهنة يتم بشكل تلقائي بعد تعلمها. مراحل صناعة لوحة من الخيامية: تبدأ برسم التصميم الذي سيتم تنفيذه على القماش وغالباً ما يستخدم قماش التيل لأنه سميك ثم يقوم بتخريم الرسم وتوضع بودرة مخصصة لطبع الرسم على القماش حتى يقوم الفنان بعملية التطريز إذ يقوم الفنان بقص وحدات القماش وتطريزها مع بعضها البعض، وقد نقوم بعمل ما يسمى (تفسير) وهو عبارة عن حياكة خيوط فوق القماش وذلك لعمل الملامح إذا كان التصميم عبارة عن منظر طبيعي وذلك لإضفاء روح على التصميم.

  وغالبا ما تكون التصميمات إما فرعونية أو إسلامية هذا بالإضافة إلى الآيات القرآنية والمناظر الطبيعية. حرفة الخيامية من الحرف التي تتطلب الدقة والصبر، فالقطعة الواحدة تستغرق ما بين عشرة أيام وثلاثة أشهر بحسب التصميم. الخيامية حرفة من التراث يصعب اندثارها، قد تشهد إهمالا على المستوى المحلي، لكنها في أوروبا والدول العربية من الحرف التراثية المتميزة لذا فكان من الضرورى إدراج فن الخيامية ضمن المنتجات المحمية من قبل الدولة، للحفاظ عليها من الانقراض.

  وهذا ما تم العمل عليه بالفعل من قبل الدولة للحفاظ على الحرف التراثية من الإندثار من خلال مبادرة السيد رئيس الجمهورية محمد عبد الفتاح السيسي بإطلاق مبادرة صنايعية مصر منذ أكثر من عامين تهدف إلى إحياء الحرف اليدوية المختلفة وإظهارها بشكل عصري وملائم للوقت الحالى مع الاحتفاظ بأصالة وتراث هذه الحرف المتميزة من خلال تدريب الشباب على يد نخبة متخصصة من الأساتذة بكليات الفنون الجمسلة والفنون التطبيقية بالإضافة إلى مجموعة من الحرفين ذوى المهارة العالية العاملين بمركز الفساط للفنون والحرف اليدوية بمصر القديمة فى مجالات: الخزف – النحاس – التطعيم بالصدف – الخيامية – قشرة الخشب وفنون الحلى، يتم تدريبهم وفق أحدث النظم الدراسية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى