ملفات

التربية البيئية.. وتدريس العلوم (د. شيماء قنديل- مصر)

تهتم التربية بمفهومها الواسع بإعداد الإنسان للحياة، وتشکل البيئة أحد الرکائز الأساسية للحياة.. وبما أنها الوسط الواسع الذي يعيش فيه الإنسان والحاضن له، فإن مشکلاتها من أعقد المشکلات التي يواجهها العالم المعاصر.

وفي إطار اهتمام المجتمعات المعاصرة بأبنائها، أصبحت التربية البيئية تحظى باهتمام کبير لدى جميع الجهات ذات العلاقة في ظل انتشار عديد من المشکلات المرتبطة بالبيئة.

إن أبسط تعريف للتربية البيئية هو «عملية تنمية لسلوك الأفراد نحو البيئة».

وتعرف التربية البيئية بأنها عملية تربوية تسعى لرفع الوعي البيئي للفرد من خلال إکسابه مجموعة من القيم والاتجاهات والمهارات البيئية السليمة، والتي تُحدد من خلالها العلاقات التي تربطه بمحيطه الحيوي من علاقات اجتماعية وحيوية، وتساعده في المحافظة على مصادر الثروات الطبيعية؛ ما يؤدي للحصول على حياة آمنه خالية من المرض والفقر، وقادرة على حل المشکلات البيئية المعاصرة.

كما تُعرف على أنها عملية تعلم تهتم وتهدف إلى رفع مستوى وعى وإدراك الفرد المتعلم بما يتعلق بالبيئة وتحدياتها، وتساعد على تطوير المهارات، والتجارب الضرورية من أجل المواجهة، والتصدى للتحديات، وتعمل على تشجيع وتعزيز المواقف التى يتعرض لها الأشخاص المتعلمين على اتخاذ قررات مستنيرة، واتباع إجراءات مطلوبة.

وتسعى التربية البيئية إلى إعداد مواطن قادر على التعامل مع عناصر البيئة کافة بحکمة، من خلال إکسابه مجموعة من المعارف اللازمة لفهم العلاقة المتبادلة بين الإنسان والبيئة، وتنمية المهارات اللازمة لحل المشکلات البيئية أو منع حدوثها، وتکوين منظومة اتجاهات وقيم تحکم سلوکه مع عناصرها لغايات اتخاذ قرارات واعية تجاه البيئة والتنمية المستدامة.

وهي عملية إعداد المواطن الصالح، للتفاعل الإيجابي مع بيئته من خلال إکسابه الثقافة البيئية اللازمة، لتمکنه من المساهمة في تطوير ظروف بيئته على نحو أفضل، وذلك من خلال ارتباط المنهج المدرسي بحاجات الفرد والمجتمع وفقاً للتغيرات في ظروف البيئة، من أجل الاستخدام الأمثل لمواردها، واکتساب المتعلم القيم والمهارات البيئية المناسبة.

إن الوسيلة الفاعلة لتنمية التربية البيئية لدى الطلبة هو تضمين التربية البيئية ضمن المناهج الدراسية وإعداد الکوادر المؤهلة في مجال التربية البيئية، لذا فمن الضروري الاهتمام بغرس الثقافة البيئية في نفس المتعلم بالقدوة والتشجيع وتقديم المواقف السلوکية الموجهه، وغرس القيم التي تحکم سلوك الفرد تجاه بيئته، وإثارة ميوله واهتماماته نحو بيئته، وبالتالي تصبح ثقافة مجتمعية عالقة في وجدان کل مواطن.

وبما أن المعلم رکيزة أساسية في عملية التعليم والتعلم والقادر على ربط الطلبة ببيئتهم ، لجعل سلوکهم رفيقاً بالبيئة ، وإعداد أجيال ذات علاقة إيجابية مع البيئة، لا بد من إعداد وتدريب المعلمين قبل الخدمة وأثناء الخدمة على الثقافة البيئية.

 

وتعد مناهج العلوم هي المناهج المناسبة لإمداد الطلبة بالثقافة البيئية کونها إحدى نواتج تعلم العلوم، وذلك من خلال:

 مراعاة البعد البيئى عند إعداد مناهج العلوم، وربطها بطبيعة البيئة المحيطة، والمشكلات البيئية الكثيرة كـ : الانفجار السكاني، والتصحر، وسوء استغلال الموارد الطبيعية ونضوبها، والاختلال البيئى، والتلوث الشديد لجميع مكونات البيئة.

ويتعين الاهتمام بالتعليم الفنى كقاطرة للدخول إلى الإنتاج والأسواق الدولية، والحفاظ على البيئة الزراعية، والحد من استخدام الملوثات البيئية، وتشجيع المشروعات الصغيرة، والاهتمام بتشغيل الشباب، وتحسين الأوضاع الاقتصادية، وتدعيم الحق فى بيئة نظيفة باعتباره من حقوق الإنسان.

 تعزيز المحتوى البيئي للمناهج المدرسية، من حيث المفاهيم التي تغطيها، وكذلك فيما يتعلق بدقة المعلومات، مع مناقشة الجوانب البيئية في المناهج الدراسية في سياق أهداف التنمية المستدامة، بطريقة تربط البيئة بالجوانب الاجتماعية والاقتصادية، وإعطاء الأولوية للإدارة السليمة للموارد الطبيعية لتحقيق الاستدامة.

 أن تكون الموضوعات البيئية جزءاً أساسياً ومتأصلاً في جميع مناهجنا بدلا من أن تكون هامشية أو اختيارية.. بالإضافة إلى ضرورة ربط البحث العلمي حول البيئة والاستدامة بقطاعات الصناعة والأعمال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى