أقلام القراء

«تربية ست»!! (بقلم: د. شيماء قنديل- مصر)

التربية ست …الست هي عمود البيت والأصل في الحكاية، من غيرها البيت بيقع وما بتقوملوش قومة .. البيوت بتقوم على أكتاف الستات سواء جوزها موجود معاها أو مش موجود .. مطلقة أو أرملة.

الست هي اللى بتزرع البذرة وترعاها وتحافظ عليها .. الست هى اللى بتشقى على عيالها وبتربى وبتسهر وبتتعب … وأوقات كتير بتبقى ست معيلة يعنى بتشتغل وتشقى وتصرف على عيالها يعنى شغاله بروحين ست وراجل..تربي وتشتغل… تحن وتشد … تضعف وتقوى، وتبقى مارد جبار وقت اللزوم …مفترسة وأنيابها بطلع تمزق اللى يقرب منها ومن عيالها.

الست اللى بتبقى عايشة بتربى لوحدها بتبقى بألف راجل، ست قوية لأبعد الحدود، قوية بدرجة ضعفها اللى بتحسه جواها لما تبقى لوحدها … مشاعرها المتناقضة اللى بتحارب جواها بينتصر فيها القوة مش الضعف .. الست دي بتعمل إنجاز عظيم مش أي حد يقدر عليه، واعتقد أن الراجل ما يقدرش يتحمل ده لوحده.

 الراجل أوقات كتير ما هو إلا رئيس عام بس على الأنفار بيشرف عليهم، ده إذا جاله طولة بال يشرف، مش غلط في الراجل لاسمح الله، ولا تقليل من دوره فى حياة أسرته.. بالعكس ده سند وحماية لبيته لو هو صالح .. بس هي طاقته كده، ربنا خلقه كده طاقته محدودة وعطاؤه أقل من الست .. طاقته يا دوب تخليه ياخد باله من نفسه ومن شغله بالعافية.

إنما الست بقى بسم الله ما شاء الله من يومها شيالة هموم، من صغرها عندها القدرة تشيل الشيلة لوحدها.. كتفها يشيل ويحمل هموم الدنيا كلها، ومش كده وبس.. دى بتفضل شايلها لحد ما توصل بيها لبر آمان، وتفضل مراقبها طول العمر ، وتطمن عليها من بعيد لبعيد وبتدخل وقت اللزوم ومن غير ما يطلب منها.

الست دى ما ينفعش يتقال علي إنجازها أنه «تربية ست».. ما ينفعش تبقى النصيحة لا ما تحطش ايدك فى إيد ست …لا بلاش تناسب من البيت ده أصلهم  «تربية ست».. واللي يقول كده أو بينصح بكده يبقى حد ما عندوش أصل لأنه ما قدرش الست اللي شالت الحمل وشقيت وربت وكبرت وطلعت عيال زى الفل وبارين بيها وشايلين جميلها فوق رأسهم لآخر نفس فيهم.

احنا بس اللي في مجتمع بينكر فضل الست اللى تعبت وشقيت وربت لوحدها، وياريت بتسلم من غمزاتهم، ولمازتهم ولسانهم اللى مش بيبطل كلام ..اللي بدل ما يقولها شكراً يا ست الكل شكراً يا ست الستات… بيأذيها بكلام وأمثال موروثة وغلط، ويقول على ولادها دي «تربية ست»!!

ربي أنت زى الست دي.. طلع ذرية صالحة ومتربية ومتعلمة وعارفة دينها كويس وبعدين افتخر بنفسك وبتربيتك لولادك، قول على إنجازها دي «تربية ست»!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى