مقالات

«منتسوري».. منهج تعليمي ابتكرته طبيبة ومربية إيطالية  (د. شيماء قنديل- مصر)

«منتسوري».. هو منهج تعليمي وضعته الطبيبة والمربية الإيطالية ماريا مونتيسوري، صاحبة المقولة الخالدة (لقد اختلفت مع زملائي في اعتقادي أن الإعاقة العقلية تمثل في أساسها مشكلة تربوية أكثر من كونها مشكلة طبية).

 

الدكتور ماريا مونتيسوري هي أول طبيبة إيطالية اتبعت المنهج العلمي  في التعليم، واعتمدت بشكل أساسي على ملاحظة ومراقبة سلوك الأطفال والنظام البيولوجي لنموهم، وتطورهم، وآلية تعليمهم، وتجربة تفاعلهم مع الطبيعة ، بهدف تصميم منهج تعليمي يراعي الإمكانيات والخصوصيات الفردية لكل طفل، ويتجلي أساس هذه الطريقة فى توفير وسائل التربية الذاتية في بيئة الطفل، ويشترط أن تكون طبيعية قادرة على إثارة اهتمام الطفل.

 

التعليم حسب منهج مونتيسوري يجب أن يكون فعالا و داعما و موجها لطبيعة الطفل، باستخدام نظام بسيط من التعليم ، و الابتعاد عن تراكم المعلومات، والتلقين، والحفظ، لأن الطفل يجب أن يتعرف على العالم من حوله من خلال حواسه.

 

يعتمد منهج منتسوري علي فلسفة تربوية تأخذ بمبدأ أن كل طفل يحمل داخله الشخص الذى سيكون عليه فى المستقبل، ويؤكد هذا المنهج على ضرورة أن تهتم العملية التربوية بتنمية شخصية الطفل بصورة تكاملية فى النواحي النفسية والعقلية والروحية والجسدية الحركية، لمساعدته على التفكير النقدي والإبداعي، وحل المشكلات.

يسعى نظام مونتيسوري إلى احترام شخصية الطفل، وإبعاده عن تأثيرات الكبار، واعتبار الطفل مشاركاً إيجابيا في إطار بيئة أعدت خصيصا له، بيئة تتيح له فرص التحرك و اختيار الأعمال بتلقائية، واستخدام حواسه الخمسة لاستكشاف العالم من حوله.

 

تعتبر نظرية مونتيسوري نموذج للتنمية البشرية تعتمد على عدة ركائز، وأفكار تربوية أهمها:

      التركيز على المنهج يجب أن يتناسب مع القدرات العقلية، والنفسية، والجسدية للطفل، والتركيز على تنمية الحواس.

      البيئة التعليمية المعدة جيداً هي التى تتحكم فيما يتعلمه الطفل.

      بفضل الأدوات التعليمية يتفاعل الطفل مع المعرفة عن طريق حواسه.

      أسلوب تعليمي قائم على مركزية الطفل ذاته، وقدرته على التعلم الذاتى، والتكيف مع البيئة.

      يهتم بتنمية شخصية الطفل بصورة تكاملية في نواحي اجتماعية، وأكاديمية، ومهنية.

      التركيز على حرية واستقلالية الطفل، وهذا ينمي الصحة النفسية عنده.

      التركيز على النشاطات الصفية المنهجية، وغير المنهجية التى لها دور فى تنمية قدرات الطفل الجسدية والحسية والعقلية، واختياره للنشاطات التى يفضلها ضمن مجموعة من النشاطات المحددة.

      احترام النمو النفسي الطبيعي للطفل، بالإضافة إلى النمو التكنولوجي في المجتمع.

      يتجلي دور المعلم فى عدم التدخل، وفي قيامه بالقيادة نحو التعلم.

يتميز منهج منتسوري عن باقي المناهج بما يلي:

1-     ليس على الطفل أن يشارك عمل غير مستعد إليه: الرغبة والدافعية هى المحرك الرئيس لأي نشاط.

2-     يقوم منهج منتسوري على حرية الاختيار حسب رغباته واهتماماته.

3-     شمولية منهج منتسوري: هو يطور وينمي مجالات كثيرة (الحركة- الإدراك والتفكير (الذكاء)- وعيه وإدراكه وسيطرته الانفعالية- التطور الأخلاقي- استعمال الحواس- المثابرة والإرادة- اللغة).

4-     يخلط بين الأعمار المختلفة للسماح بإيجاد بنية داعمة للتعلم عن طريق الأقران.

5-     هذا المنهج يُخرج متعلم قادر على الإنجاز، واثق فى نفسه، مثابر معتمد على ذاته، أكثر تركيزاً، ليه مهارات العمل، هادئ.

بيئة منتسوري:

الطفل في بيئة منتسوري هو المسئول عن عملية التعلم، وله دور إيجابي وفعال، يعتمد التعلم على الاكتشاف والبحث عن المعلومة. يعتمد التعلم على الانتقال من المحسوس إلى المجرد حتي فى تعليم اللغة.. يُمكن أن يصل الطفل إلى مستويات متقدمة أكاديمياً.

كما تنمى عند الطفل الإبداع الخلاق في مختلف المجالات.. تتيح للطفل الوقت الكافي للتمتع بما يتعلم. التعليم فردي لكل طفل حسب ميوله وقدراته. تتيح للطفل الوقت الكافي للتمتع بما يتعلم.. تُقدم للطفل الدعم حسب حاجته.. تجمع البيئة ذو الأعمار المختلفة وهو ما يساعد علي إيجاد الإحساس الأسري، ويوفر فرصاً رائعة للصدقات، ورعاية الصغار. يتعلم الأطفال في فرق عمل، ومعنى الاكتشاف .

مواصفات المعلم عند منتسوري:

يلعب المعلم فى مدرسة منتسوري دوراً هاماً فى بيئتها، فالطفل والمعلم يتحدان معاً ليكونا جزأً لا يتجزأ ، ولا ينفصل عن كيان تعليمي متكامل. وهذه العملية التى يتحدان فيها جزء من عملية ديناميكية مفعمة بالحيوية، وتتميز بفاعلية مستمرة لنموهما معاً. وهذا الجزء يمكن وصفه على أنه كيان اجتماعي واحداً بدلاً من وصفه كيان تعليمي واحد.

 

وتشير ماريا منتسوري إلى أن المعلم يجب أن يكون إنسان ناضج، كما يجب أن يكون معنياً، ومشاركاً في عملية صنع نفسه كشخص له معرفة حقيقية بنفسه، وبمكوناتها حتى يتمكن من إظهار قدراته، وبيان سلوكه بموضوعية تامة. إن المعلم عليه أن ينمي معرفته بذاته، وذلك لأن صنع الحياة، وتشكيلها للطفل هى مسألة أكبر بكثير من مجرد تعليم هذا الطفل بعض الأفكار، ولذلك لابد وأن يتدرب المعلم على كيفية إعداد الشخصية بالإضافة إلى إعداد الروح.

 

ويتمثل دور المعلم فى نظام (منتسوري) في ملاحظة الطفل من أجل تحديد اهتماماته و ميوله، ومن ثم إعداد البيئة الملائمة لتناسب احتياجات الطفل.. أي أن كل ما يحيط بالطفل يجب أن يكون لخدمته و يلبي احتياجاته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى