مقالات

الخبير التربوي الدكتور تامر شوقي يكتب: التسويف في الاستذكار.. أسبابه وتأثيراته!!

مع بداية العام الدراسي يلجأ بعض الطلاب إلي تأجيل أداء واجباتهم اليومية إلي آخر لحظة (قبل النوم مباشرة )، كما قد يميلون إلي تأجيل أداء ما يُطلب منهم من تكاليف إلي ما قبل ساعات قليلة من الموعد النهائي المحدد لتسليمها إلي المعلم، والإشكالية الأكبر في تأجيل استذكارهم لدروسهم حتي ما قبل موعد الامتحانات بأيام أو ساعات قليلة.

وهذا التأجيل يكون بلا مبررات أو دواعي منطقية أو ضرورية، وهو يمثل ظاهرة معروفة في علم النفس تُعرف بالتسويف أو التأجيل أو الإرجاء الدراسي.

وينتشر سلوك التسويف الدراسي بين الطلاب فى كل المراحل الدراسية، فهو لا يقتصر على مرحلة عمرية محددة، أو فئة معينة، بل أصبح شائعاً بين الصغار والكبار، وبين الذكور والإناث.

ويشمل التسويف المماطلة في أداء الواجبات، والإستعداد للإمتحانات، وممارسة الأنشطة، وتصميم وتنفيذ العروض التقديمية، وإعداد الأبحاث وغير ذلك. وهو أحد المؤشرات المهمة الدالة على فشل الطالب فى إدارة أوقاته بشكل فعال.

وتظهر خطورة مشكلة التسويف في ارتفاع معدلات انتشاره بين الطلاب حيث كشفت بعض الدراسات الحديثة أن 83% من الطلاب يلجأون إلي التسويف الدراسي أي يميلون بشكل إرادي، ومقصود، ومتكرر، وغير مبرر إلي تأجيل ما يُطلب منهم من مهام أو تكليفات أو واجبات إلى وقت لاحق، بالرغم من امكانية إنجاز تلك المهام فى الوقت الحالي وبشكل فورى.. وبالتالي يلجأون إلي استخدام أعذار وهمية لتبرير ذلك التأجيل، ولتجنب اللوم من الأخرين.

ويتسم الطلاب الذين لديهم ميل للتسويف الدراسي ببعض الخصائص والسمات مثل انخفاض الثقة بالذات، وتقدير الذات المنخفض، والدافعية المنخفضة، والإحساس بالذنب، والإكتئاب، والقلق المرتفع، والخوف من الفشل، والإتجاهات السلبية نحو التعلم، والأداء الأكاديمى المنخفض، كما يتسمون بالإندفاعية، والإنفعالات السلبية، والميل إلي التهرب من مواجهة المشكلات وتجنب حلها.

 تتضمن الأسباب التى تقود الطلاب إلى التسويف الكسل، وعدم القدرة على تنظيم الوقت، وضعف مهارات إدارة الوقت، وضعف مهارات حل المشكلات، والخصائص الشخصية للطالب (مثل الميل إلي الكمالية، والميول العصابية)، والأفكار اللاعقلانية، وعدم القدرة على التركيز، والخوف من الفشل، والاحترام المنخفض للذات، والقلق من التقويم، وصعوبة صنع القرارات، والتمرد ضد التحكم، والخوف من عواقب النجاح، وكراهية الدراسة، واعتقاد الطالب أنه يعمل بشكل أفضل تحت الضغوط، ونقص الطاقة، وافتقاد مهارات الإستذكار الجيد.

وقد ينتج عن الثقة المفرطة لدي الطالب في نفسه ، والضغوط والمشكلات الانفعالية، والاجتماعية، والأسرية، والاعتمادية على الآخرين، وكثرة التكليفات المطلوبة من الطالب، ونقص التوجيه والتشجيع من المعلمين.

كما أن الطلاب قد يلجأون إلي التسويف بسبب خبراتهم السابقة الإيجابية فيه؛ بمعنى أنهم بالرغم من تسويفهم فى سنوات سابقة، فإنهم كانوا يؤدون المهام بشكل جيد فى الدقائق الأخيرة ويحصلون على نتائج جيدة.

  وينتج عن التسويف العديد من التأثيرات غير المرغوبة؛ حيث يؤثر- بشكل سلبي- على تعلم الطلاب، وتحصيلهم فى كل المواد والموضوعات الدراسية، وبالتالي على تقدمهم الأكاديمى بل وعلى شخصياتهم، وعلى سعادتهم وهنائهم الذاتي.

  كما يولد لديهم مشاعر الضيق والتوتر، وعدم الإرتياح النفسى، فضلا عن ضعف الإستعداد للامتحانات، والخوف منها، وتوتر العلاقات مع الآخرين، والحصول على تقديرات ضعيفة، والإحساس بالنقص، والنوم غير الصحى، والأرق، والخوف من الفشل والندم، واليأس، ولوم الذات، وضعف احترام الذات.

وفي كل الأحوال يجب ألا يؤجل الطالب عمل اليوم إلي الغد تجنبا للتأثيرات الضارة للتسويف الدراسي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى